کد مطلب:369750 شنبه 7 اسفند 1395 آمار بازدید:216

الدعاء السابع و الثلاثون
 (وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا اعْتَرَفَ بِالتَّقْصِیرِ عَنْ تَأْدِیَهِ الشُّکْرِ)




اللَّهُمَّ إِنَّ أَحَداً لَا یَبْلُغُ مِنْ شُکْرِکَ غَایَهً إِلَّا حَصَلَ عَلَیْهِ مِنْ إِحْسَانِکَ مَا یُلْزِمُهُ شُکْراً . وَ لَا یَبْلُغُ مَبْلَغاً مِنْ طَاعَتِکَ وَ إِنِ اجْتَهَدَ إِلَّا کَانَ مُقَصِّراً دُونَ اسْتِحْقَاقِکَ بِفَضْلِکَ فَأَشْکَرُ عِبَادِکَ عَاجِزٌ عَنْ شُکْرِکَ ، وَ أَعْبَدُهُمْ مُقَصِّرٌ عَنْ طَاعَتِکَ لَا یَجِبُ لِأَحَدٍ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ بِاسْتِحْقَاقِهِ ، وَ لَا أَنْ تَرْضَی عَنْهُ بِاسْتِیجَابِهِ فَمَنْ غَفَرْتَ لَهُ فَبِطَوْلِکَ ، وَ مَنْ رَضِیتَ عَنْهُ فَبِفَضْلِکَ تَشْکُرُ یَسِیرَ مَا شَکَرْتَهُ ، وَ تُثِیبُ عَلَی قَلِیلِ مَا تُطَاعُ فِیهِ حَتَّی کَأَنَّ شُکْرَ عِبَادِکَ الَّذِی أَوْجَبْتَ عَلَیْهِ ثَوَابَهُمْ وَ أَعْظَمْتَ عَنْهُ جَزَاءَهُمْ أَمْرٌ مَلَکُوا اسْتِطَاعَهَ الِامْتِنَاعِ مِنْهُ دُونَکَ فَکَافَیْتَهُمْ ، أَوْ لَمْ یَکُنْ سَبَبُهُ بِیَدِکَ فَجَازَیْتَهُمْ بَلْ مَلَکْتَ یَا إِلَهِی أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَنْ یَمْلِکُوا عِبَادَتَکَ ، وَ أَعْدَدْتَ ثَوَابَهُمْ قَبْلَ أَنْ یُفِیضُوا فِی طَاعَتِکَ ، وَ ذَلِکَ أَنَّ سُنَّتَکَ الْإِفْضَالُ ، وَ عَادَتَکَ الْإِحْسَانُ ، وَ سَبِیلَکَ الْعَفْوُ 8) فَکُلُّ الْبَرِیَّهِ مُعْتَرِفَهٌ بِأَنَّکَ غَیْرُ ظَالِمٍ لِمَنْ عَاقَبْتَ ، وَ شَاهِدَهٌ بِأَنَّکَ مُتَفَضَّلٌ عَلَی مَنْ عَافَیْتَ ، وَ کُلٌّ مُقِرٌّ عَلَی نَفْسِهِ بِالتَّقْصِیرِ




عَمَّا اسْتَوْجَبْتَ فَلَوْ لَا أَنَّ الشَّیْطَانَ یَخْتَدِعُهُمْ عَنْ طَاعَتِکَ مَا عَصَاکَ عَاصٍ ، وَ لَوْ لَا أَنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الْبَاطِلَ فِی مِثَالِ الْحَقِّ مَا ضَلَّ عَنْ طَرِیقِکَ ضَالٌّ فَسُبْحَانَکَ مَا أَبْیَنَ کَرَمَکَ فِی مُعَامَلَهِ مَنْ أَطَاعَکَ أَوْ عَصَاکَ تَشْکُرُ لِلْمُطِیعِ مَا أَنْتَ تَوَلَّیْتَهُ لَهُ ، وَ تُمْلِی لِلْعَاصِی فِیمَا تَمْلِکُ مُعَاجَلَتَهُ فِیهِ . أَعْطَیْتَ کُلًّا مِنْهُمَا مَا لَمْ یَجِبْ لَهُ ، وَ تَفَضَّلْتَ عَلَی کُلٍّ مِنْهُمَا بِمَا یَقْصُرُ عَمَلُهُ عَنْهُ . وَ لَوْ کَافَأْتَ الْمُطِیعَ عَلَی مَا أَنْتَ تَوَلَّیْتَهُ لَأَوْشَکَ أَنْ یَفْقِدَ ثَوَابَکَ ، وَ أَنْ تَزُولَ عَنْهُ نِعْمَتُکَ ، وَ لَکِنَّکَ بِکَرَمِکَ جَازَیْتَهُ عَلَی الْمُدَّهِ الْقَصِیرَهِ الْفَانِیَهِ بِالْمُدَّهِ الطَّوِیلَهِ الْخَالِدَهِ ، وَ عَلَی الْغَایَهِ الْقَرِیبَهِ الزَّائِلَهِ بِالْغَایَهِ الْمَدِیدَهِ الْبَاقِیَهِ . ثُمَّ لَمْ تَسُمْهُ الْقِصَاصَ فِیمَا أَکَلَ مِنْ رِزْقِکَ الَّذِی یَقْوَی بِهِ عَلَی طَاعَتِکَ ، وَ لَمْ تَحْمِلْهُ عَلَی الْمُنَاقَشَاتِ فِی الْآلَاتِ الَّتِی تَسَبَّبَ بِاسْتِعْمَالِهَا إِلَی مَغْفِرَتِکَ ، وَ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِکَ بِهِ لَذَهَبَ بِجَمِیعِ مَا کَدَحَ لَهُ وَ جُمْلَهِ مَا سَعَی فِیهِ جَزَاءً لِلصُّغْرَی مِنْ أَیَادِیکَ وَ مِنَنِکَ ، وَ لَبَقِیَ رَهِیناً بَیْنَ یَدَیْکَ بِسَائِرِ نِعَمِکَ ، فَمَتَی کَانَ یَسْتَحِقُّ شَیْئاً مِنْ ثَوَابِکَ لَا مَتَی هَذَا یَا إِلَهِی حَالُ مَنْ أَطَاعَکَ ، وَ سَبِیلُ مَنْ تَعَبَّدَ لَکَ ، فَأَمَّا الْعَاصِی أَمْرَکَ وَ الْمُوَاقِعُ نَهْیَکَ فَلَمْ تُعَاجِلْهُ بِنَقِمَتِکَ لِکَیْ یَسْتَبْدِلَ بِحَالِهِ فِی مَعْصِیَتِکَ حَالَ الْإِنَابَهِ إِلَی طَاعَتِکَ ، وَ لَقَدْ کَانَ یَسْتَحِقُّ فِی أَوَّلِ مَا هَمَّ بِعِصْیَانِکَ کُلَّ مَا أَعْدَدْتَ لِجَمِیعِ خَلْقِکَ مِنْ عُقُوبَتِکَ . فَجَمِیعُ مَا أَخَّرْتَ عَنْهُ مِنَ الْعَذَابِ وَ أَبْطَأْتَ بِهِ عَلَیْهِ مِنْ سَطَوَاتِ النَّقِمَهِ وَ الْعِقَابِ تَرْکٌ مِنْ حَقِّکَ ، وَ رِضًی بِدُونِ وَاجِبِکَ 16) فَمَنْ أَکْرَمُ یَا إِلَهِی مِنْکَ ،




وَ مَنْ أَشْقَی مِمَّنْ هَلَکَ عَلَیْکَ لَا مَنْ فَتَبَارَکْتَ أَنْ تُوصَفَ إِلَّا بِالْإِحْسَانِ ، وَ کَرُمْتَ أَنْ یُخَافَ مِنْکَ إِلَّا الْعَدْلُ ، لَا یُخْشَی جَوْرُکَ عَلَی مَنْ عَصَاکَ ، وَ لَا یُخَافُ إِغْفَالُکَ ثَوَابَ مَنْ أَرْضَاکَ ، فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ هَبْ لِی أَمَلِی ، وَ زِدْنِی مِنْ هُدَاکَ مَا أَصِلُ بِهِ إِلَی التَّوْفِیقِ فِی عَمَلِی ، إِنَّکَ مَنَّانٌ کَرِیمٌ .